خلف قضبان الذكري
في احيان كثيرة لا يستطيع الإنسان ان يتخلص من ماضيه حتي ولو كان مؤلما ويعاني منه كثيرا
من السهل جدا ان يقع الإنسان فريسة الأمس فلا يري اليوم ولا يعمل أي حساب للغد..
كثيرا ما يقف الإنسان امام ماضيه لا يستطيع ان يتجاوزه أوينساه..
هناك امرأة تتوقف امام إحساس بريء زارها في ربيع شبابها ولا تستطيع ان تنساه لحظة.. تمر عليها سنوات العمر وهذا الإحساس يطاردها في كل وجه تراه وكل مكان تذهب اليه
إنه شيء يشبه الملاك..
كلما اغمضت عينها تراه امامها بكل ما حمل من الأحداث والذكريات..
وبرغم كل ما في هذه المشاعر من متعة وجمال فإنها في احيان كثيرة تتحول إلي كابوس ثقيل
انها تحرم الإنسان من ان يعيش أي إحساس آخر.. إنها تسجنه في لحظة زمان لا يستطيع ان يتجاوزها.. وتمضي سنوات العمر والماضي الثقيل يفرض نفسه علي كل شيء في حياتنا..
وفي احيان اخري يسقط الرجل في نفس المشاعر انه يحب امرأة تطاردها ذكرياته في كل شيء..
يراها في وجه كل امرأة عابرة يشعر بها في كل مكان يذهب إليه..
إنها تغلق عليه كل الأبواب ولا يبقي غير عطرها المسافر يزوره بلا إستئذان
وللأسف الشديد إنه يشعر بمتعة هذا العطر رغم انه احيانا يخنق انفاسه ويشعره دائما انه لا أمل في شئ جديد..
هذه السجون العاطفية التي تحملها لنا تجارب الأيام والزمن تسعدنا بعض الوقت ولكنها تشقينا العمر كله..
ما اجمل ان تعيش لحظة حب صادقة ولكن ما أطول عذابها إذا طاردتك عمرك كله..
إنها تحرمك من وجه جديد يمكن ان يصافح ايامك وتمنع عنك هواء نقيا يمكن ان يتسلل إلي خريف زمانك
وتري نفسك خلف قضبان ثقيلة من الذكريات الجميلة والموحشة في وقت واحد..
إنها مجرد لحظات سرقت منك عمرا كاملا
ومجرد امرأة مازلت تراها في كل نساء الأرض وهذا ظلم كبير
هوامش حرة
الخميس 13 سبتمبر 2012
بقلم فاروق جويدة